مريضة عقليا مسجونة في بيت من طين في سكيكدة منذ عشر سنوات
صفحة 1 من اصل 1
مريضة عقليا مسجونة في بيت من طين في سكيكدة منذ عشر سنوات
لم نكن نتخيل أن المأساة بهذا الحجم والفظاعة.. أمر لا يصدقه العقل إلا من رأى مليكة بوجريدة وهي ابنة سعد بن العربي والزهرة حمزة، مليكة من مواليد 1966 بأولاد اعطية بولاية سكيكدة معاقة ذهنيا، تقطن رفقة أختها وريدة بحي الخميس ببلدية وادي الزهور، غربي سكيكدة، تعيش حياة بعيدة عن الآدمية، إنها تمشي على أربعة، بسبب المرض الذي أقعدها الفراش منذ 15 سنة، تعيش مأساة يندى لها جبين أي إنسان على وجه الأرض، ومهما وصفنا في هذه الأسطر عبر صفحات جريدة الشروق اليومي فإننا لن ننقل إلا الجزء اليسير والغير معبر عما شاهدناه بأم أعيننا في غرفة جدرانها من الطين وسقفها من قصدير، لا يتجاوز طولها مترين وعرضها 3 أمتار، لا يمكن وصفه إلا بالإسطبل الذي لا يصلح لأي شيء ولا يصلح حتى للحيوانات فما بالك بالإنسان الذي كرمه الله عز وجل، هو غرفة نومها، ومرحاضها، ومطبخها يقع خارج المنزل العائلي تنعدم فيه شروط الحياة الكريمة حيث اضطر إلى إخراجها من المسكن العائلي تجنبا للأخطار التي تقدم على فعلها خلال اوقات الليل والنهار، حيث سبق لها وان اعتدت على امها العجوز المتوفية سنة 2008، كادت ان تقتلها لذلك صعب على اخيها محمد الخروج من المنزل بل يقضي معظم اوقاته في حراستها، تؤذي الجيران بصراخها، تتلقى العائلة منها اخطارا كثيرة، واحيانا ينام شقيقها محمد خارج المنزل يحرسها تجنبا للمخاطر التي تحدتها في اية لحظة، حيث ان كل العائلة معرضة للمخاطر من طرفها، كما أنه سبق لها خلال فصل الشتاء وان استيقظت من النوم آناء الليل وكل افراد العائلة نيام أي في حدود الثانية صباحا حيث فتحت الباب الخارجي، وكل النوافد، وفتحت قارورات الغاز ولم يبق إلا اشعال عود كبريت فقط واإلا حدث مالا تحمده عقباة ومند ذلك اليوم سكن كل أفراد العائلة الخوف، حيث أضطر شقيقها محمد إلى أخد موقف شجاع قائلا تموت واحدة ولا يموت عشرة، وقرر إخراجها من السكن العائلي إلى كوخ قصديري يقع في ساحة المنزل، زار عدة أطباء لكن لم يشخص أي منهم مرضها، أختها وريدة التي كانت تشتغل بمصلحة الحالة المدنية ببلدية وادي الزهور مرضت لمرضها واضطرت التوقف عن العمل بعد 12سنة خبرة، وتقول بألم وحسرة انا الوحيدة التي اتكفل بها مند وفاة الوالدة سنة 1988، وتعترف انها تعبت كثيرا رغم مساعدة مستشفى الامراض العقلية بوادي العثمانية بقسنطينة لها، حيث مكثت مرتين 5 أشهر، الأولى سنة 1998 حيث طلبنا من المدير ذلك وقال لنا لن تتجاوز هده المدة، ارتاحت قليلا، وسنة 2002 رجعناها ومكثت 3 اشهر فقط، الححنا عليهم بقاءها، لكنهم رفضوا ومنذ ذلك الوقت لم تشرب دواء نيوزينو وهادون والكينال، عانيت من اخطارها المتكررة، تضربني كانت تنام مع العائلة داخل المنزل العائلي ونظرا لمخاطرها، اضطررنا لاخراجها، لكنها تؤدي الجيران بالحجارة، كل شيء تحتها، اطلب إدخالها الى مسشتشفى العثمانية ومساعدتها بأغطية وأفرشة أنا واختي نعيش بـ7000 دج فقط منحة الاعاقة، من قبل كنت اشغل في الشبكة الاجتماعية وبعدها اصبت بمرض على مستوى العنق والصلب، توقفت عن العمل بعد 12 سنة خبرة بمختلف المصالح، لي مستوى الثالثة ثانوي وحتى هذا الوقت على عاتقي ديون.
وسط هذه المأساة، الكل مدعوا للاطلاع بعينيه وجوارحه، لأن الكلام لا يكفي ولن يكفي لوصف حالة هذه العائلة التي تعيش في ظروف لا ترقى إلى ظروف عيش الحيوان، فما كان علينا إلا أن ضبطنا موعدا، مباشرة بعد وصولنا نزلنا من السيارة لنلتقط صورة للكوخ الطيني الذي بدا لنا معبرا عن حجم المأساة، لم نكن ندري أن ما وراء هذا الباب أدهى وأمر وما لا يخطر على بال بشر، وجدنا ربة الأسرة العجوز السيدة دربيخ حليمة التي رحبت بنا ودعتنا إلى داخل الكوخ، تبعناها إلى داخل "الإسطبل" الذي لا يمكن لأي احد أن يصفه بمنزل، أرضية من التراب والأحجار والأوساخ والقاذورات وروائح كريهة تنبعث من كل مكان وكل أنواع الحشرات وعلى رأسها الفئران والجرذان تتعايش معهم، فقابلنا باب الغرفة التي تأوي المأساة الإنسانية في صمت، غرفة لا تتجاوز مساحتها الستة أمتار طولا وثلاثة عرضا حيث يسكنها الأولاد مع والدتهم العجوز، بعد وفاة الأب المعيل الوحيد للأسرة منذ 26سنة، الأم العجوز أصبحت عاجزة عن التكفل بأبنائها بعد سنوات من الرعاية والكفاح والصبر الذي لا يعادله سوى صبر أيوب، حيث سبب لها مشكل السكن الإصابة بمرض مزمن يتمثل في ارتفاع ضغط الدم، إسطبل من طين وسقف من الحطب والقرميد هو كل ما تركه أبوهم، عند دخولنا للإسطبل لم نجد حتى مكانا للجلوس، وبدأنا بتدوين هذه المأساة، التي صنعها المرض والإعاقة والفقر والبؤس، كوخ طيني بدائي يعبق بروائح التبول والنجاسة في ظل انعدام المرحاض، وسقفه تعتريه بعض من الثقوب مما يسمح بتسرب مياه الأمطار وجدران غير مبلطة، مما اجبر السيدة حليمة على وضع قطع بلاستيكية فوق أغطية سعيدة ومختار تفاديا لتعرضهم للبلل في معظم ليالي العاصفة الثلجية التي شهدتها المنطقة خلال شهر فيفري الماضي، حيث أكدت لنا أنها لم تعرف النوم وتسهر على متابعة أبنائها خشية وصول الماء لهم وتعرضهم للبلل أعزائي القراء، هل يعقل أن يستطيع أحد منكم أن يسكن في كوخ هو غرفة نوم ومطبخ وغرفة لاستقبال الضيوف والصورة توضح ذلك، أما الأثاث فمن السهل جردها في سطر واحد لان كل ما يوجد هناك يقتصر على أواني متسخة يعلوها الصدأ وبعض الملاعق يغمرها الذباب والقذارة المنتشرة في كل مكان، ويتحول الكوخ خلال فصل الشتاء إلى برك وأوحال فلا فرق بين داخله وخارجه بسبب السقف الهش والجدران، هكذا كانت تتحدث إلينا الأم بقلب يمزقه الحزن والأسى هذه الأم العجوز الصابرة والمرابطة وسط أبنائها وهي تنش الذباب الذي يقاسمهم المعيشة عن أجسادهم وأفواههم. وشرحت لنا البنت سعيدة حالة العائلة قائلة لقد مستنا الاستفادة من مواد البناء المتمثلة في الاسمنت والحديد سنة 1986 ببلدية أولاد أعطية لكن أمي رفضتها لأننا عاجزون على أشغال البناء وطلبت أنداك من رئيس البلدية منحنا سكن اجتماعي، ومستنا استفادة ثانية سنة 1994 بإعانة مالية قدرها 12 مليون سنتيم وفي ظل غيابنا عن المنزل أمضت أمي للمسؤول عن البناء الريفي بأولاد أعطية الذي حل بكوخنا وهي لا تفقه في هذه المسائل شيئا، وأخيرا طلبنا من رئيس البلدية الذي هو على علم بحالتنا لأنه صاحب3 عهدات انتخابية، لكنه أجابنا بأن القانون يمنعنا من الاستفادة مرة أخرى، مغلقا في وجوهنا أمل الاستفادة من سكن اجتماعي، ليبقى المشكل يراوح مكانه، هكذا كانت تتحدث إلينا راعية، "الإسطبل" قائلة سمعنا أن 4 سكنات اجتماعية من بين حصة 50 سكنا اجتماعيا التي وزعت مؤخرا بمنطقة الحفر ببلدية أولاد أعطية تنازل أصحابها عنها، نناشد رئيسا البلدية والدائرة منحنا سكنا إجتماعيا لعل وعسى يخرجنا من وضعيتنا المأساوية للعيش على غرار كل البشر على وجه هذه الأرض.
وسط هذه المأساة، الكل مدعوا للاطلاع بعينيه وجوارحه، لأن الكلام لا يكفي ولن يكفي لوصف حالة هذه العائلة التي تعيش في ظروف لا ترقى إلى ظروف عيش الحيوان، فما كان علينا إلا أن ضبطنا موعدا، مباشرة بعد وصولنا نزلنا من السيارة لنلتقط صورة للكوخ الطيني الذي بدا لنا معبرا عن حجم المأساة، لم نكن ندري أن ما وراء هذا الباب أدهى وأمر وما لا يخطر على بال بشر، وجدنا ربة الأسرة العجوز السيدة دربيخ حليمة التي رحبت بنا ودعتنا إلى داخل الكوخ، تبعناها إلى داخل "الإسطبل" الذي لا يمكن لأي احد أن يصفه بمنزل، أرضية من التراب والأحجار والأوساخ والقاذورات وروائح كريهة تنبعث من كل مكان وكل أنواع الحشرات وعلى رأسها الفئران والجرذان تتعايش معهم، فقابلنا باب الغرفة التي تأوي المأساة الإنسانية في صمت، غرفة لا تتجاوز مساحتها الستة أمتار طولا وثلاثة عرضا حيث يسكنها الأولاد مع والدتهم العجوز، بعد وفاة الأب المعيل الوحيد للأسرة منذ 26سنة، الأم العجوز أصبحت عاجزة عن التكفل بأبنائها بعد سنوات من الرعاية والكفاح والصبر الذي لا يعادله سوى صبر أيوب، حيث سبب لها مشكل السكن الإصابة بمرض مزمن يتمثل في ارتفاع ضغط الدم، إسطبل من طين وسقف من الحطب والقرميد هو كل ما تركه أبوهم، عند دخولنا للإسطبل لم نجد حتى مكانا للجلوس، وبدأنا بتدوين هذه المأساة، التي صنعها المرض والإعاقة والفقر والبؤس، كوخ طيني بدائي يعبق بروائح التبول والنجاسة في ظل انعدام المرحاض، وسقفه تعتريه بعض من الثقوب مما يسمح بتسرب مياه الأمطار وجدران غير مبلطة، مما اجبر السيدة حليمة على وضع قطع بلاستيكية فوق أغطية سعيدة ومختار تفاديا لتعرضهم للبلل في معظم ليالي العاصفة الثلجية التي شهدتها المنطقة خلال شهر فيفري الماضي، حيث أكدت لنا أنها لم تعرف النوم وتسهر على متابعة أبنائها خشية وصول الماء لهم وتعرضهم للبلل أعزائي القراء، هل يعقل أن يستطيع أحد منكم أن يسكن في كوخ هو غرفة نوم ومطبخ وغرفة لاستقبال الضيوف والصورة توضح ذلك، أما الأثاث فمن السهل جردها في سطر واحد لان كل ما يوجد هناك يقتصر على أواني متسخة يعلوها الصدأ وبعض الملاعق يغمرها الذباب والقذارة المنتشرة في كل مكان، ويتحول الكوخ خلال فصل الشتاء إلى برك وأوحال فلا فرق بين داخله وخارجه بسبب السقف الهش والجدران، هكذا كانت تتحدث إلينا الأم بقلب يمزقه الحزن والأسى هذه الأم العجوز الصابرة والمرابطة وسط أبنائها وهي تنش الذباب الذي يقاسمهم المعيشة عن أجسادهم وأفواههم. وشرحت لنا البنت سعيدة حالة العائلة قائلة لقد مستنا الاستفادة من مواد البناء المتمثلة في الاسمنت والحديد سنة 1986 ببلدية أولاد أعطية لكن أمي رفضتها لأننا عاجزون على أشغال البناء وطلبت أنداك من رئيس البلدية منحنا سكن اجتماعي، ومستنا استفادة ثانية سنة 1994 بإعانة مالية قدرها 12 مليون سنتيم وفي ظل غيابنا عن المنزل أمضت أمي للمسؤول عن البناء الريفي بأولاد أعطية الذي حل بكوخنا وهي لا تفقه في هذه المسائل شيئا، وأخيرا طلبنا من رئيس البلدية الذي هو على علم بحالتنا لأنه صاحب3 عهدات انتخابية، لكنه أجابنا بأن القانون يمنعنا من الاستفادة مرة أخرى، مغلقا في وجوهنا أمل الاستفادة من سكن اجتماعي، ليبقى المشكل يراوح مكانه، هكذا كانت تتحدث إلينا راعية، "الإسطبل" قائلة سمعنا أن 4 سكنات اجتماعية من بين حصة 50 سكنا اجتماعيا التي وزعت مؤخرا بمنطقة الحفر ببلدية أولاد أعطية تنازل أصحابها عنها، نناشد رئيسا البلدية والدائرة منحنا سكنا إجتماعيا لعل وعسى يخرجنا من وضعيتنا المأساوية للعيش على غرار كل البشر على وجه هذه الأرض.
مواضيع مماثلة
» معلومات عن ولاية سكيكدة
» ماشية مريضة وأموال مزوّرة في السوق قبل أيام من العيد
» عمال جزائريون بأوراسكوم للإنشاء يضربون عن العمل في سكيكدة
» ماشية مريضة وأموال مزوّرة في السوق قبل أيام من العيد
» عمال جزائريون بأوراسكوم للإنشاء يضربون عن العمل في سكيكدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى