حريق مهول يأتي على سوق ''البابور'' في بجاية

شب حريق مهول، فجر أمس، في سوق ''البابور''، وسط مدينة بجاية، أتى على كل ما في داخله من أثاث وأقمشة وأجهزة كهرومنزلية وغيرها.
كانت بداية المأساة في حدود السادسة والربع صباحا، لما شوهدت ألسنة النيران تخرج من إحدى نوافذ السوق، قبل أن تمتد إلى كل المحلات التي يتجاوز عددها الخمسين.
وفيما شرع أفراد الحماية المدنية، الذين وصلوا إلى مكان الحادث دقائق بعد نشوب الحريق، في العمل، تعالت صرخات سكان العمارة التي تتواجد فوق السوق المحترق والتي تضم خمسة عشر طابقا وتقيم فيها أكثـر من 250 عائلة، خاصة لما بلغت ألسنة النيران نوافذ الشقق المتواجدة في الطوابق السفلى.
ونظرا لهول الحادث وقلة إمكانات الحماية المدنية بالمقارنة مع حجم الحريق، تقدم مواطنون للتطوع، حيث تكفلوا بنقل العائلات المقيمة إلى قاعة مسجد ابن باديس المجاور لعمارة البابور، حيث خصصت قاعة للنساء والأطفال وأخرى للرجال خاصة كبار السن، بينما تكفل الفريق الطبي للحماية المدنية بتقديم الإسعافات الأولية لعدد من المصدومين داخل سيارة مجهزة.
وكان الجميع متخوفا من انهيار العمارة القديمة التي يعود بناؤها إلى العهد الاستعماري، خاصة مع اشتداد ألسنة اللهب التي امتدت على طول قاعدة العمارة، ما دفع السكان إلى التعبير عن غضبهم لما التفوا حول صحفية ''الخبر''، ليعلنوا عن قرارهم رفع دعوى قضائية ضد البلدية وكل من منح رخصة لممارسة النشاط التجاري في العمارة، وتحويل أقبيتها التي أنجزت أصلا كمواقف للسيارات. ويؤكدون أن السوق الفوضوية لا تتوفر على أبسط شروط النظافة والأمن، وأن جميع السلطات رفضت الأخذ بعين الاعتبار شكاوى المواطنين الذين يطالبون بغلق هذه السوق لكن دون جدوى.
وتضاربت الآراء حول أسباب الحادث، في انتظار ما يسفر عنه تحقيق رجال الأمن، حيث يقول أحد الحارسين إنه شهد الدخان يدخل من إحدى الفوهات الهوائية، ليتطور إلى لهب كبير، فاضطر إلى الفرار. ويقول البعض إن الحريق بدأ من محل للقماش وآخر لبيع العطور، وهناك من يقول إنه بدأ من محل لبيع وإصلاح الأجهزة الكهرومنزلية.