رياح عاتية تشل 28 بلدية بولاية أدرار

اجتاحت عاصفة رملية تراوحت قوة رياحها، حسب نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية، بين 90 و120 كلم في الساعة، زوال أمس، في حدود منتصف النهار والنصف، عدة مناطق من الجهة الشمالية والجنوبية لولاية أدرار وأدت إلى عزل 28 بلدية عن بعضها.
وموازاة مع ذلك، سارعت مصالح الدرك الوطني العاملة في دائرة تيميمون إلى تأمين الطرقات عبر وحدتها التي انتشرت في كل البلديات وعبر الطريق الوطني رقم 51، تحسبا لأي طارئ، كما نصحت أصحاب السيارات بأخذ الحيطة والحذر والتخلي عن السير خاصة على الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين أدرار وبشار الذي اكتسحته الرمال عن آخره ولم يعد صالحا للمرور طيلة 12 ساعة كاملة، خاصة على مستوى النقطة الكيلومترية .170 وتراوحت سرعة الرياح، التي لم تشهدها المنطقة منذ أكثـر من 10 سنوات كاملة، حسب أحد العارفين بتاريخ المنطقة، ما بين 90 و120 كلم في الساعة، واستمرت في الهبوب أكثـر من 15 ساعة، وتم إلغاء جميع الرحلات الجوية التي تربط تيميمون بالجزائر العاصمة ووهران، حيث توقفت الحركة بصفة شبه كلية في حدود الساعة السادسة والنصف مساء، بعد أن زادت سرعة الرياح ولم تعد الرؤية ممكنة على بعد أمتار، خاصة بالجهة الشمالية للولاية عبر الطريق الوطني 51 الرابط بين ولاية أدرار وغرداية، والطريق الوطني رقم 6 الرابط بين بشار وأدرار. وأدت هذه الرياح، التي كانت محملة بالأتربة والحجارة الصغيرة، إلى هلاك العديد من رؤوس الأغنام بالمناطق المعزولة وكذا الإبل والجمال التي كانت ترعى في الصحراء.
أما بعاصمة الولاية أدرار، فقد أدت الزوابع الرملية إلى سقوط العديد من الأشجار والأعمدة الكهربائية، ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي لمدة ست ساعات كاملة، في حين لازال التيار الكهربائي مقطوعا في العديد من البلديات إلى حد الآن. وقد سارعت مصالح سونلغاز إلى تجنيد فرق خاصة لمواجهة الكارثة. وكشفت مصادر طبية مطلعة، لـ''الخبر''، أن المؤسسات الاستشفائية أعلنت حالة طوارئ قصوى لاستقبال المرضى المصابين بضيق التنفس والذين غصت بهم قاعات العلاج بسبب رائحة الغبار الكثيف الذي اكتسح البيوت وخلق صعوبة كبيرة في التنفس، ولازالت الحصيلة النهائية للخسائر التي خلفتها هذه الرياح غير معروفة نظرا لشساعة المنطقة.